حمض الجليكوليك

 حمض الجليكوليك: سرّ البشرة المشرقة بين العلم والجمال

                                       

في عالم العناية بالبشرة، تظهر مكوّنات عديدة تعد بنتائج مذهلة، لكن القليل منها استطاع أن يثبت فعاليته علميًا وعمليًا عبر السنوات. ومن بين هذه المكوّنات يبرز حمض الجليكوليك (Glycolic Acid) كأحد أشهر وأقوى الأحماض المستخدمة في مستحضرات التجميل والعلاج الجلدي. فما هو حمض الجليكوليك؟ ممّ يتكوّن؟ ولماذا يُعتبر عنصرًا أساسيًا في روتين العناية بالبشرة؟


ما هو حمض الجليكوليك؟

حمض الجليكوليك هو أحد أحماض ألفا هيدروكسي (AHA)، وهي أحماض طبيعية تُستخلص غالبًا من الفواكه أو النباتات. يُستخرج حمض الجليكوليك تحديدًا من قصب السكر، ويتميّز بكونه أصغر جزيئيًا مقارنة ببقية أحماض الـAHA، مما يسمح له بالتغلغل بعمق داخل طبقات الجلد.

هذا الحجم الجزيئي الصغير هو السرّ وراء فعاليته العالية، إذ يستطيع اختراق البشرة بسرعة والعمل مباشرة على الخلايا الميتة، مما يجعله من أكثر الأحماض استخدامًا في التقشير الكيميائي.

التركيب الكيميائي لحمض الجليكوليك

من الناحية الكيميائية، يُعد حمض الجليكوليك مركبًا عضويًا بسيطًا، وصيغته الكيميائية هي:

C₂H₄O₃

يتكوّن من:

  • مجموعة كربوكسيل (COOH)

  • مجموعة هيدروكسيل (OH)

هذا التركيب يمنحه خصائص حمضية فعالة تساعد على:

  • تفكيك الروابط بين الخلايا الميتة

  • تسريع عملية تجدد الخلايا

  • تحسين امتصاص البشرة للمكوّنات الأخرى

كيف يعمل حمض الجليكوليك على البشرة؟

يعمل حمض الجليكوليك من خلال إذابة الروابط التي تمسك بالخلايا الميتة على سطح الجلد، مما يسمح بإزالتها بسهولة. هذه العملية تُعرف بالتقشير الكيميائي، وهي تختلف عن التقشير الفيزيائي الذي يعتمد على الفرك.

عند استخدامه بانتظام وبتركيز مناسب:

  • تتسارع عملية تجدد الخلايا

  • يصبح سطح البشرة أنعم

  • يقل تراكم الشوائب والدهون داخل المسام

فوائد حمض الجليكوليك للبشرة

1. تقشير البشرة بعمق

يساعد على إزالة الخلايا الميتة التي تجعل البشرة باهتة ومتعبة، ويمنحها مظهرًا أكثر إشراقًا ونضارة.

2. توحيد لون البشرة

يُساهم في تقليل:

  • التصبغات

  • الكلف

  • آثار الشمس

  • البقع الداكنة الناتجة عن الحبوب

3. علاج حب الشباب

من خلال تنظيف المسام وتقليل انسدادها، يساعد حمض الجليكوليك على:

  • تقليل الرؤوس السوداء

  • الحد من ظهور الحبوب

  • تحسين ملمس البشرة الدهنية

4. تقليل علامات التقدم في السن

يحفيز إنتاج الكولاجين، مما يساعد على:

  • تقليل الخطوط الدقيقة

  • تحسين مرونة الجلد

  • منح البشرة مظهرًا أكثر شبابًا

5. تحسين امتصاص المنتجات

بعد إزالة الطبقة الميتة، تصبح البشرة أكثر قدرة على امتصاص السيرومات والكريمات، مما يزيد من فعاليتها.

استخدامات حمض الجليكوليك

يُستخدم حمض الجليكوليك في العديد من المنتجات، مثل:

  • التونر

  • السيروم

  • الكريمات الليلية

  • الأقنعة (الماسكات)

  • جلسات التقشير الكيميائي في العيادات

تختلف فعاليته حسب التركيز:

  • تركيز منخفض (5% – 10%) للاستخدام المنزلي

  • تركيز متوسط إلى عالٍ (20% – 70%) للاستخدام الطبي وتحت إشراف مختص

لمن يُناسب حمض الجليكوليك؟

يُناسب:

  • البشرة العادية

  • البشرة الجافة

  • البشرة المختلطة

  • البشرة الدهنية

لكن يجب الحذر عند:

  • البشرة الحساسة جدًا

  • مرضى الإكزيما أو الوردية

يفضّل دائمًا إجراء اختبار حساسية قبل الاستخدام المنتظم.

الآثار الجانبية المحتملة

رغم فوائده العديدة، قد يُسبب حمض الجليكوليك بعض الآثار الجانبية إذا استُخدم بشكل خاطئ، مثل:

  • احمرار

  • لَسع خفيف

  • جفاف

  • تقشير زائد

ولهذا يُنصح بـ:

  • البدء بتركيز منخفض

  • استخدامه ليلًا

  • تطبيق واقي الشمس صباحًا

نصائح مهمة عند استخدام حمض الجليكوليك

  • لا يُستخدم يوميًا في البداية

  • تجنّب خلطه مع أحماض قوية أخرى

  • لا يُوضع على بشرة متهيّجة أو مجروحة

  • الترطيب الجيد بعد الاستخدام ضروري


حمض الجليكوليك ليس مجرد مكوّن تجميلي عابر، بل هو أداة علمية فعالة لتحسين صحة البشرة ومظهرها. عند استخدامه بوعي واعتدال، يمكن أن يُحدث فرقًا حقيقيًا في إشراقة الجلد، نعومته، وتجانسه. وكما هو الحال مع أي مكوّن قوي، يبقى الاعتدال والمعرفة هما مفتاح النتائج الآمنة والفعالة.

Post a Comment

أحدث أقدم