«على خطى الرسول ﷺ» لأدهم شرقاوي
يُعد كتاب «على خطى الرسول ﷺ» من أشهر مؤلفات أدهم شرقاوي، وهو ليس كتاب سيرة تقليدية، بل هو رحلة تدبر وتأمل في أحداث السيرة، يقدّم من خلالها الكاتب الدروس التربوية والأخلاقية والأسرية والاجتماعية التي يمكن أن يستفيد منها القارئ في حياته اليومية.
يعتمد الشرقاوي على أسلوبه المعروف:
-
جمل قصيرة
-
لغة سهلة
-
ربط الأحداث بالواقع
-
إبراز القيم الكبرى في حياة النبي ﷺ
الكتاب يهدف إلى أن يعيش القارئ سيرة الرسول كمنهج حياة، لا مجرد تاريخ.
الفصل الأول: الرسول ﷺ الإنسان قبل أن يكون نبيًا
1. التربية الإلهية للنبي
يذكر الشرقاوي أن الله تعالى تولّى تربية النبي منذ طفولته، من اليتم إلى الصدق إلى الأمانة، ليُعدّه لحمل الرسالة.
ويؤكد أن كل مرحلة من حياته قبل النبوة تحمل درسًا:
-
اليتم: ليشعر بآلام الناس
-
الفقر: ليعرف قيمة العطاء
-
رعي الغنم: ليتعلم القيادة والصبر
-
التجارة: ليتعامل مع الناس ويعرف أخلاقهم
2. الصدق والأمانة
يستشهد الكاتب بصفقة التجارة بين النبي وخديجة رضي الله عنها، وكيف ظهر صدقه وأمانته.
ويبين أن النجاح الحقيقي يبدأ من السمعة الحسنة، وليس من المال.
الفصل الثاني: بداية الرسالة – دروس في الدعوة والثبات
1. نزول الوحي
يشدد الشرقاوي أن أول درس في الوحي هو:
“اقرأ”
أي أن الإسلام يبدأ بالعلم والفهم، لا بالعاطفة وحدها.
2. اتساع قلب النبي ﷺ
حين عاد النبي مرتعدًا إلى خديجة، لم تقُل له: “اهدأ”، بل عدّدت صفاته:
-
تصل الرحم
-
تعين على نوائب الدهر
-
تكرم الضيف
ليقول الشرقاوي:
أحيانًا لا نحتاج نصيحة، بل من يذكّرنا بمن نحن.
3. صبر النبي على الأذى
يستعرض الكاتب صور التعذيب:
-
الطائف
-
مكة
-
سخرية قريش
-
حصار الشعب
ويقول إن الدرس الأبرز هو:
الثبات لا يعني عدم الألم، بل الاستمرار رغم الألم.
الفصل الثالث: القيم الكبرى في الدعوة المحمدية
1. قيمة العفو
يضرب الشرقاوي مثالاً بقول النبي في فتح مكة:
«اذهبوا فأنتم الطلقاء»
فيقول:
من قدر على الانتقام وعفا، فقد امتلك نفسه.
2. الرحمة
يستشهد بمواقف كثيرة:
-
بكاء النبي على ابنه إبراهيم
-
لطفه مع الأطفال
-
قيامه لجنازة يهودي
-
توسعته على الفقراء
ويقول:
“الرحمة ليست ضعفًا، بل قوة ترفع الإنسان إلى مقام النبوة.”
3. التواضع
يصف الشرقاوي بساطة حياة النبي: فرشته، أكله، مشيه بين الناس.
ويقول:
التواضع ليس أن ترفع الآخرين فوقك، بل أن تعرف أنك لست أعلى منهم.
الفصل الرابع: الرسول ﷺ في بيته – مدرسة الأسرة
1. زوجًا رحيمًا
يذكر مواقف كثيرة تثبت:
-
النبي يسمع لزوجاته
-
يلاطفهن
-
يساعد في البيت
-
يتحمل الغيرة
-
يعترف لهن بمحبته
ويقول الشرقاوي:
“النبي علّم الرجال أن الرجولة ليست صوتًا عاليًا، بل قلبًا كبيرًا.”
2. أبًا عطوفًا
يسرد الكاتب العلاقة المميزة بين النبي وفاطمة والحسن والحسين.
ويشير إلى أن:
-
الأب الحقيقي يصنع ذكريات لا أوامر
-
التربية بالقدوة أقوى من التربية بالكلام
3. المعاملة بلطف
يركز الشرقاوي على أن النبي ما ضرب امرأة ولا خادمًا قط، وهذا أعلى درس في ضبط النفس.
الفصل الخامس: الرسول ﷺ قائداً – منهج القيادة في الإسلام
1. الشورى
من أبرز دروس القيادة:
{وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ}
النبي يشاور الصحابة رغم أن الوحي ينزل عليه.
والشرقاوي يعلّق:
“أعظم القادة من يجعلون من حولهم يشعرون أنهم جزء من القرار.”
2. العدل والمساواة
-
إقامة الحد على الشريف وغير الشريف
-
مساواة بين العربي والعجمي
-
تقديم الأكفأ لا الأقرب
3. الحزم عند الحاجة
النبي رحيم، لكنه حازم في الحق.
فالرحمة ليست تناقضًا مع القوة، بل تكملها.
الفصل السادس: الهجرة – حدث غيّر مسار التاريخ
1. التخطيط الدقيق
يبرز الشرقاوي أن الهجرة لم تكن خطوة عشوائية:
-
اختيار الطريق غير المعتاد
-
عبد الله بن أبي بكر للمعلومات
-
أسماء للطعام
-
عامر بن فهيرة للخدمة
-
عبدالله بن أريقط للدلالة
ويقول:
“الأخذ بالأسباب عبادة، والتوكل إيمان.”
2. رسالة الثقة
كلمات النبي لأبي بكر في الغار:
«لا تحزن إن الله معنا»
يرى الشرقاوي أنها تلخص المدرسة المحمدية:
-
طمأنينة
-
يقين
-
ثقة بالله
الفصل السابع: غزوات النبي ﷺ – دروس في القوة والأخلاق
1. بدر: النصر مع القلة
يشرح الشرقاوي أن بدر ليست معركة سيوف، بل معركة يقين.
ويقول:
“أحيانًا تكون ضعيفًا لأنك وحدك، وأحيانًا تكون قويًا لأن الله معك.”
2. أحد: درس الهزيمة
يركز الكاتب على أن الهزيمة أحيانًا أنفع من النصر لأنها:
-
تكشف الأخطاء
-
توقف الغرور
-
تربي النفوس
3. الخندق: الذكاء قبل القوة
النبي يقبل بفكرة سلمان الفارسي في حفر الخندق:
-
تواضع
-
مرونة
-
حكمة
الفصل الثامن: العلاقات الإنسانية في حياة النبي ﷺ
1. التسامح
-
عفا عن الطائف
-
عفا عن أسرى بدر
-
عفا عن المنافقين
ويقول الشرقاوي:
“قلوب الكبار لا تُملأ بالحقد.”
2. الوفاء
-
وفاؤه لخديجة
-
وفاؤه لأصحابه
-
وفاؤه للعهود
3. اللطف في التعامل
يشير إلى أن النبي كان يبتسم، يمازح، يتواضع، ويستمع، وهذا ما جعله محبوبًا بلا حدود.
الفصل التاسع: الرسول ﷺ معلّمًا
1. التعليم بالقدوة
كان النبي يقول: «صلوا كما رأيتموني أصلي.»
ويركّز الشرقاوي على أن أعظم طريقة للتربية هي القدوة.
2. التعليم بالتدرّج
-
من الأسهل للأصعب
-
من العقيدة للأخلاق
-
من النهي إلى الأمر
-
من الترغيب إلى الترهيب
3. التعليم بالتشجيع
لم يكن النبي يعنف، بل يشجع:
-
«نِعم الرجل عبد الله لو كان يصلي بالليل.»
-
«اللهم فقهه في الدين.»
الفصل العاشر: وفاة النبي ﷺ – ختام رسالة عظيمة
يروي الشرقاوي بأسلوب مؤثر:
-
مرض النبي
-
وصيته بالصلاة
-
طلبه للرفيق الأعلى
-
جنازته
-
حزن الصحابة العميق
ويقول:
“لم يمت محمد، بل بقيت رسالته تمشي في قلوب الملايين.”
يختم الشرقاوي كتابه برسالة جوهرية:
إن السير على خطى الرسول ﷺ ليس حفظًا للسيرة، بل تحويلها إلى حياة.
ويؤكد أن النبي ﷺ:
-
كان رحمة
-
وكان قوة
-
وكان حكمة
-
وكان قلبًا كبيرًا يحمل العالم
ولذلك، الاقتداء الحقيقي هو:
-
أن نحب كما أحب
-
ونعفو كما عفا
-
ونصبر كما صبر
-
ونقود كما قاد
-
ونعيش بروح القرآن كما عاش
إرسال تعليق